وعلى الرابع والخامس يكون وعدا للصالحين إما بدخولهم الجنة بغير حساب. وإما بمضاعفة أجورهم أضعافا كثيرة لا يحصرها العد. ومن وقف على علم التأويل واطلع على معترك أفهام العلماء في آية رأى من ذلك العجب العاجب.
سنزيدك. وسنوجه نظرك بنوع خاص إلى دقة التعبير القرآني ومتانة نظمه. وعجيب تصرفه، حتى يؤدي لك المعنى الوافر الثري، في اللفظ القاصد النقي، إذ كانت هذه الخاصة الأولى -من الخواص التي ذكرناها- أحوج إلى التوقيف والإرشاد.
ولا تحسبن أننا سنضرب لك الأمثال بتلك الآيات الكريمة التي وقع اختيار الناس عليها وتواصفوا الإعجاب بها. كقوله تعالى:
{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ }
هود: ٤٤
، وقوله:
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ }
البقرة: ١٧٩
وأشباههما.
بل نريد أن نجيئك بمثال من عروض القرآن في معنى لا يأبه له الناس ولا يقع اختيارهم على مثله عادة. ليكون دليلا على ما وراءه.